المكسيك: ثقافة غنية وطبيعة ساحرة
على الرغم من كون العرب لا يضعون المكسيك ضمن اللائحة الأساسية لوجهاتهم السياحية، إلاّ أن هذه المنطقة تعتبر ثالث أكبر دولة سياحية فـي أميركا، وهي بالتالي من الدول التي تستحق الزيارة للتعرّف عليها وعلى آثارها وجمالها وكل أسرارها.
يقبل على المكسيك سنوياً ملايين السياح للتمتّع بشواطئها الخلاّبة والتعرّف على مدنها الغنية بآثارها، والتي إلى يومنا هذا ما زالت تحافظ على إرثها التاريخي الذي يجمع بين الحضارتين المكسيكية والإسبانية. ورغم ُبعد مسافتها، لا تزال المكسيك من أجمل البلدان فـي العالم ، وتحوي أهم وأروع الشواطئ، وأطيب المأكولات.
تقع الولايات المتحدة المكسيكية والتي تعرف أيضاً بالمكسيك، فـي الجزء الجنوبي من أميركا الشمالية، تحدّها الولايات المتحدة من الشمال ، خليج المكسيك والبحر الكاريبي شرقاً والمحيط الهادئ غرباً وغواتيمالا جنوباً. وهذه الدولة لا تظهر عادةً من بين الأماكن السياحية الأكثر شهرةً عند العرب غير أنها من دون أدنى شك تستحق الزيارة فهي تحوي العديد من الأماكن السياحية التي توضح ثقافة وحضارة المكسيك، وتتنوّع فـيها الأماكن السياحية بين الأماكن الطبيعية، والأماكن ذات الطابع الثقافـي.
مكسيكو سيتي روعة التاريخ ومتعة التسوّق
تجمع مكسيكو سيتي، عاصمة المكسيك، بين عبق الماضي وحداثة الحاضر والتخطيط للمستقبل، فتجد فـيها أبنية شاهقة وناطحات سحاب ومراكز تسوّق معاصرة وفنادق راقية وفخمة، كما يمكن الاستمتاع بأطيب وألذ الأطباق الشهية والتعرّف أكثر على ثقافة هذا البلد المميّز. تقع هذه المدينة فـي المنتصف الجنوبي من المكسيك ويتركّز فـيها أكثر من نصف صناعة المكسيك، ومن أهم هذه المصنوعات نذكر المنسوجات والصناعات الكيميائية والدوائية والكهربائية. ومن أهم المعالم فـيها مركز الفنون ومتحف الفن الحديث ومتحف التاريخ القومي المكسيكي.
تضم العاصمة مكسيكو سيتي ١١ مليون نسمة، وتتمتّع بنسبة عالية من الأمان. وهي تجذب السياح الى أسواقها حيث يحلو التسوّق، ومن أشهر مناطق التسوّق فـيها «لا زونا روزا» وميدان الزوكالو، وهو يعدّ من أكبر الميادين فـي العالم.
وتضمّ المدينة أكبر حلبات مصارعة الثيران فـي العالم، وهي حلبة «بلازا دو توروس مكسيكو»، وفـيها أيضاً القصر الوطني الذي بُني مكان قصر تاريخي فـي المكان عينه.
ويمكن مشاهدة آثار القنوات المائية القديمة التي كان سكان حضارة الأزتيك يستخدمونها للتجوّل فـي المدينة التي بُنيت فـي موقع بحيرة قديمة. كما توجد أهرامات الأزتيك التي تبعد ٥٠ كيلومترًا عن المدينة بإتجاه الشمال الشرقي، ويتمّ تنظيم رحلات ثقافـية وحضارية إلى المدينة من قبل العديد من شركات السياحة.
شواطئ كانكون الخلاّبة
إضافة إلى العاصمة هناك العديد من الوجهات السياحية الجميلة التي يمكن أن تزورها وفقاً لم تفضّله من شواطئ أو مدن سياحية، ومن أهمها كانكون، وهي بمثابة أهم وأجمل ما يمكن للمرء أن يرى من شواطئ، فهي من أفضل المنتجعات الشاطئية فـي العالم إذ تقدّم كل ما يحتاج إليه الزائر أو السائح من أفخم وأرقى الفنادق والمنتجعات، فضلاً عن العديد من النشاطات كالسباحة والغوص بين الشعب المرجانية وبين الكهوف البحرية ، وفـي المنطقة كذلك الكثير من ملاعب الغولف التي صمّمها كبار اللاعبين من أمثال جاك نيكلاوس. ويصف بعض السياح كانكون على أنها مكسيك المصغّرة التي تقدّم أفضل ما فـي هذا البلد اللاتيني.
وتجدر الاشارة إلى الحياة الليلية الخلاّبة التي توفّرها هذه المنطقة بين مطاعم وحانات تتيح للسياح التمتّع بالتراث الثقافـي للمكسيك.
وقد بدأ المد السياحي إلى هذه المدينة فـي سبعينيات القرن الماضي، وهي تضمّ كل ما يبحث عنه السائح من الشواطئ الخلاّبة إلى الآثارات القديمة وتقدّم الفنادق فـيها أشهى المأكولات المكسيكية وتوفّر هذه المنطقة إختلاطًا عن قرب مع أهالي المكسيك فـي حياتهم اليومية، ويمكن قضاء يوم كامل فـي أكبر حديقة أسماك طبيعية فـي العالم وهي «زيل ها».
تشتشين إتزا وحضارة المايا
تعتبر تشتشين إتزا إحدى أهم الأماكن السياحية فـي المكسيك وهي المكان الذي يحتوي على بقايا آثار حضارة المايا وهي تندرج على قوائم اليونسكو للتراث العالمي وتعتبر بما تحتويه من آثار قديمة لحضارة المايا واحدة من أجمل وأهم المدن السياحية فـي المكسيك. وهنا يستطيع السياح مشاهدة هرم الكاستيلو وهو هرم ذو ٩١ درجة تؤدّي إلى قمته من الجهات الأربع، بالإضافة إلى الدرجة الأخيرة، ما يجعل مجموع درجاته ٣٦٥ درجة وهو ما يعادل عدد أيام السنة. وهناك الكثير من الآثار الأخرى فـي المنطقة التي تحكي قصة إنتعاش واندثار حضارة المايا.
أكابلكو قبلة المشاهير
بدأ السياح بزيارتها منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي، وهي تعدّ من أصول السياحة فـي المكسيك. أقبل عليها عدد هائل من الناس وخاصةً المشاهير منهم مثل إليزابيث تايلور، والرئيس الأميركي السابق جون كندي، ويُطلق عليها لقب لؤلؤة المحيط الهادئ. إشتهر الفـيس برسلي فـي تصوير العديد من أهم أفلامه على شواطئها الرائعة، ولكن مع مرور الوقت، اجتاحتها الأبنية الشاهقة العشوائية وعمّ فـيها التلوث، إلاّ أن الدولة المكسيكية بدأت تعي هذه المشكلة وتعمل على حلّها.
وتعتبر أكابلكو الآن من أهم المدن السياحية فـي المكسيك وخاصةً للإستجمام على شواطئها الخلاّبة الواسعة. كذلك توفّر للسياح متعة التسوّق فـي أسواقها الكبيرة، حيث يمكنكم التفاوض على الأسعار مع أصحاب المحال، كما مع سيارات الأجرة، والإستمتاع بمناخها الجذاب والتلذّذ بمأكولاتها الشهية والإستمتاع بضيافة أناسها الكرماء الذين يتمتّعون بحسن ضيافة مذهل.
تولوم مناخ إستوائي وأجواء هادئة
هي مدينة الإسترخاء والهدوء، يمكنكم زيارتها للتمتّع بمناخها الإستوائي الحار وأشعة الشمس الذهبية وشواطئها الرملية الواسعة. فـي هذه المدينة تتوفّر أماكن عدّة للإقامة؛ فمنكم من يفضّل فنادق الخمس نجوم، أما آخرون، فـيختارون الأكواخ الصغيرة الواقعة تحديداً على شواطئها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة تقع على الساحل الشرقي للمكسيك، ونشأت منذ ألف عام تقريباً بعد تراجع حضارة المايا. يقصدها العديد من السياح نظراً لشهرتها بمذاق أطباقها المكسيكية الحارة الشهية، وتبقى هذه المدينة فـي المكسيك محافظة على إحدى أكبر حضارات العالم القديم بالإضافة إلى خليط فـي أجناس وأنواع السكان، فتجدون سكانًا مكسيكيين أصليين، ومنهم مستعمرين إسبان. وهي غنية بمقاهيها ومطاعمها ذات الأطعمة اللذيذة وبشعبها المضياف الذي يقدّر قيمة السياح ويهتم بهم على أكمل وجه مهما كان البلد الذي يأتون منه.